الجمهور من جمع الشيخين للقرآن.
* * *
إذن لم يثبت جمع الشيخين للقرآن ، كما لم يصحّ ما استدلّوا به من ورود الأخبار في ذلك ، فهم بهذه الأقوال أرادوا من جهة أن يسلبوا هذه الفضيلة من الإمام عليّ عليهالسلام ، ومن جهة أخرى أن يفتحوا المجال أمام ثالث الخلفاء عندهم لكي يدّعي جمعه للقرآن متأخّراً ، أو قل ليشركوه في هذه القضيّة ، أو قل أنّ عثمان احتمى باسم الشيخين لتصحيح عمله.
على أنّ ما قالوه عن جمع عثمان للقرآن ؛ سواء كان ذلك الجمع جمع تدوين أو جمع حفظ يرد عليه عدّة إشكالات لايمكنهم الإجابة عليها حسبما سيتّضح ذلك بعد قليل.
وبذلك يكون المصحف المقروء اليوم هو مصحف رسول الله وهو لا يختلف مع الذي جمعه الإمام علي في ثلاثة أيّام والذي كان مودعاً خلف فراشه(صلى الله عليه وآله) وذلك للأخبار الكثيرة الموجودة في كتب الفريقين.
نعم أنّ الإمام علي لم يقدّم المصحف المنزل للخلفاء ؛ لاعتقاده بمعرفة الناس لآياته وسوره وهو لا يلزمه إعلامهم بذلك ، بل قدّم مصحفه المفسّر والذي جمع فيه التأويل والتفسير مع التنزيل وقد عمل على جمعه في ستّة أشهر بخلاف الأوّل الذي جمعه في ثلاثة أيّام.
والمصحف المفسّر موجود عند المعصومين من أهل البيت ولا يظهر إلاّ مع القائم من آل محمّد.