عمر ، وهو هذا المصحف ، وأمرتهم بترك ما سواه ، وما صنع الله بكم خير ممّا أردتم لأنفسكم»(١).
فترى عثمان في هذا النصّ يجعل نواة فكرة جمع القرآن لعمر بن الخطّاب ، ويعتبر نفسه لم يفعل شيئاً إلاّ أمره الناس بقراءة المصحف الذي كتبه عمر وترك ما سواه؟
فلو صحّ هذا القول فما هو دور زيد بن ثابت في عهده إذن ، بل لماذا نراه يختلف مع ابن مسعود؟ والأخير يعترض على عثمان؟!
ويضاف إليه : أنّ ابن الزبير أحسّ من سوار بن شبيب اعتراضه على إقدام عثمان في المصاحف ، فعلّل له بأنّ ذلك كان من رأي عمر ، لكنّه قتل قبل تنفيذه ، مع تحفّظه على ذكر اسم الرجل المقترح على عمر جمع المصاحف.
ففي تاريخ المدينة : «عن سوار بن شبيب قال : دخلت على ابن الزبير في نفر فسألته عن عثمان ، لِمَ شقّق المصاحف ، ولِمَ حمى الحمى؟
فقال : قوموا فإنّكم حرورية ...»(٢) إلى آخر الخبر الذي مرّ قبل قليل تحت رقم (١٠).
فلو صحّ هذان الخبران وخصوصاً الثاني منه لأمكن احتمال أن يكون المقترح في جمع القرآن هو الإمام عليّ عليهالسلام ، لأنّ وصف (فيه كذب وولع) من
__________________
(١) تاريخ المدينة لابن شبة ٣ / ١١٣٦.
(٢) تاريخ المدينة لابن شبة ٣ / ٩٩٠.