قبل ابن الزبير فيه إشارة إلى كره ابن الزبير ذكر اسم ذلك الرجل ، والكلّ يعلم بأنّ ابن الزبير كان يكره عليّاً وأهل بيته وأنّه منع الصلاة على محمّد(صلى الله عليه وآله) ، حتّى لا تشمخ أُنوف آل محمّد(صلى الله عليه وآله) ـ على حدّ تعبيره ـ.
فلا يستبعد أن يكون الإمام عليّ عليهالسلام وراء فكرة إرجاع الخلفاء إلى الأخذ بمصحف التلاوة ، الذي نزل من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور ، والمتواتر عند المسلمين قراءته ، والمتلوّ في صلوات الصحابة وغيرهم.
وبعد كل هذا يحقّ لنا ـ جرياً مع البحث ـ أن نسأل أتباع الخليفة : لو لم يكن القرآن مدوّناً ومجموعاً قبل عهد عمر بن الخطّاب ، فما معنى إِحالة الناس عليه بقوله في مرض الرسول(صلى الله عليه وآله) (حسبنا كتاب الله)؟
فلو رضيتم بأنّ القرآن كان مجموعاً وموجوداً بين أيدي الناس ـ ولو ناقصاً ـ فما معنى قول الراوي في خبر المصاحف لابن أبي داود : «أنّ عمر أوّل من جمع المصحف»؟!
ولو تنزّلنا وقبلنا بأنّ عمر بن الخطّاب هو أوّل من جمع المصحف ، فما يكون دور أبي بكر قبله في جمع القرآن ، مع أنّ صحف أبي بكر كانت عند عمر بحسب النقل المشهور عندهم ، فيكون أبو بكر الأوّل لا عمر بن الخطّاب.
فلو شككنا في ظهور لفظ (الكتاب) في المكتوب ـ بمعنى المؤلّف والمجموع ـ فلا مجال للمناقشة في الفهم العام الذي تلّقاه المسلمون من هذه الكلمة اللغوية وظهورها في المجموع المؤلّف بين الدفّتين.