أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)(١) ، أو : (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيراً)(٢) ، وفي آخر : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَة مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)(٣) ، وقوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْب مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوْا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (٤).
وقد أدهشهم القرآن في بلاغته وفصاحته وقوّة تأثيره حتّى قالوا : (سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ)(٥) ، بخلاف حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي لم يكن في مقام التحدّي والإعجاز.
فادّعاء تخوّف عمر من ترك القرآن والاشتغال بغيره ، أو اختلاط القرآن بالحديث ، لا يمكننا قبوله ؛ لأنّه لو صحّ لأمكننا تبرير كلامه بأنّه وقف على مكر اليهود وخداعهم ، فأراد أن يستفيد من تجربته السابقة معهم كي لا يقع المسلمون في الفخِّ الذي وقع هو فيه سابقاً ، لكن الأمر لم يكن كذلك ، وذلك لما وضّحناه ، ولتكرار القضية مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) عدّة مرّات.
__________________
(١) القصص : ٤٩.
(٢) الإسراء : ٨٨.
(٣) هود : ١٣.
(٤) البقرة : ٢٣ ـ ٢٤.
(٥) القمر : ٢.