للتشكيك في القرآن الكريم ، وأنّ استدلال أولئك ـ في جمع القرآن ـ قد ابتني على أُصول سقيمة موجودة في كتب الجمهور ، لا يقول بشيء منها علماء ومحدّثوا ومفسّرو الشيعة ، وهذا هو الذي دعانا لأن ندلوا بدلونا وأن نعطي رأينا في جمع القرآن حتّى لا يرمونا بالتحريف ، مؤكّدين بأنّ ما قالوه هو الذي يدعو إلى التحريف لا كلامنا.
فأهل السنّة والجماعة قالوا بأشياء كثيرة تمسّ بأصل الشريعة وبالرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) ، منها قولهم : كون الرسول أُمّيّاً لا يعرف القراءة والكتابة.
وأنّه (صلى الله عليه وآله) ترك أُمّته دون أن يدوّن لهم كتاب ربّهم.
وأنّ الصحابة جمعوا القرآن في الصدور لا في السطور.
وأنّ عثمان بن عفّان هو أوّل من جمع القرآن ـ أو وحّدهم على قراءة واحدة ـ أي أنّ جَمع القرآن وتوحيد القراءات فيه جاءت بعد سنة ٢٤ للهجرة. فإنّ أمثال هذه الأقوال تفسح المجال للقول بالتحريف لا ما قلناه.
وباعتقادنا أنّ القول بجمع القرآن في عهد الشيخين وعثمان هو أعظم خطراً من وجود روايات التحريف عندهم ، لأنّ من خلال هكذا أقوال نفّذ المستشرقون وقالوا بكلامهم الباطل ؛ فالمستشرقون تمسّكوا بأمثال هذه الأقوال للمساس بالقرآن والسنّة المطهّرة والرسول الأكرم.
وعلماء المسلمين سعوا للإجابة على تلك الشبهات ، لكن كيف يجيبون ومقوّمات دعوى المستشرقين موجودة في كتب الحديثين والتاريخية والتفسيرية الأصلية عند أهل السنّة والجماعة.