قال الزرقاني في (المبحث السادس نزول القرآن على سبعة أحرف) : «وقع عليّ كتاب لمن يدّعون أنفسهم مبشّرين ، أسموه (مباحث قرآنية) وجعلوا موضوع الجزء الأوّل منه (هل من تحريف في الكتاب الشريف) وتصيّدوا فيه من الآراء المزيّفة ما الحقّ منه بري (وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا) ونحن نستعين الله ونستهديه ...»(١) إلى آخر كلامه.
وقال أتان كلبرك في مقدّمة تحقيقه لكتاب التنزيل والتحريف للسيّاري : «ليس بحوزة المسلمين نصّ من القرآن مكتوب بخطّ النبيّ بصرف النظر عن وجود مصحف كامل كتبه محمّد أو أيّده ، كلّ ما هو موجود عندهم هو آيات وسور ، جمعها بعض أصحابه واحتفظ بها.
وقد أقدم أبو بكر بوصية من عمر على جمع تلك القصاصات ثمّ بقيت تلك القصاصات عند عمر ولم تعمّم ثمّ ورثتها حفصة ...»(٢) إلى آخر كلامه.
قال شفالي(٣) : «فبعد أن اضطرّ المؤمنون التكيّف مع الحقيقة المرّة ، وهي أنّ عثمان الحاكم العاجز وغير المحبوب قد أصبح الأب الروحي للنسخة الرسمية للقرآن ، أرادوا على الأقلّ من منطلق المساواة أن ينسبوا لسلفه الذي يفوقه أهمّية بمقدار كبير جزءاً ممّا سبق من عمل على هذه النسخة ...»(٤).
__________________
(١) مناهل العرفان : ١٠٤.
(٢) التنزيل والتحريف للسياري ـ مقدمة التحقيق ـ ترجمة معزى : ٢٥.
(٣) وهو الذي أكمل كتاب تاريخ القرآن لـ : (نولدكه).
(٤) تاريخ القرآن لـ : (نولد كه) : ٢٥٥.