وعليه فإنّ أعداء الدين ألقوا بعض الشبهات ، وتساءلوا بأسئلة ، منها : كيف يمكن الاعتماد على كتاب لم يدوّنه الرسول(صلى الله عليه وآله) ، بل لم يثبت كتابته من قبل أصحابه في عهده(صلى الله عليه وآله) ؛ لأنّ الصحابة كانوا قد حفظوه في صدورهم ولم يكتبوه في السطور ، وأنّ جمعهم للقرآن جاء بعد أكثر من عقدين من وفاة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ، فكيف يمكن الاعتماد على كتاب هذه هي ملابساته وخلفيّاته؟ بل كيف يسمّو كتاب سماوي على الكتب الأخرى وهذه هي خلفيّاته ، بل كيف لا يمكن تصوّر وقوع التحريف والتزوير فيه؟ وهذا تاريخه ، هذا ما تساءلوه في كتبهم المؤلّفة ضدّ الإسلام والمسلمين.
إنّ أمثال هذه التساؤلات الواردة في كتب المستشرقين جاءت من خلال وجود روايات سقيمة في المجاميع الحديثية السنّية ، وهذه الروايات هي التي ابتنى عليها أصول باطلة مخالفة للقيم والثوابت.
إنّ منهج مدرسة الخلافة الخاطئ في تاريخ جمع القرآن ، وقولهم بتأخير تدوينه إلى العقد الثالث للهجرة فسح المجال لأعداء الإسلام للنفوذ إلى عمق الدين وأصله ، ألا وهو القرآن المجيد.
أجل إنّ الجمهور إعتقدوا بأنّ ما قالوه في جمع القرآن هو الحقّ الذي لا ريب فيه ، في حين قد اتّضح لك مخالفته للعقل والثوابت التاريخية والإسلامية.
ومن المؤسف أن نرى مؤلّفينا وأعلامنا يتناقلون روايات جمع القرآن في كتب أهل السنّة والجماعة دون أي مناقشة وتعليق ، كلّ ذلك مماشاة مع