مرتكزات الآخرين.
وإنّي سعيت أن لا أكون من أولئك ، بل جدت لكي أدلوا بدلوي وأقول برأيي في جمع القرآن وإن خالف المشهور عند العامّة ؛ لأنّ فيه دفاعاً عن قدسية القرآن ومكانة النبيّ الأكرم ، فلا يجوز المماشاة والمداراة مع الجمهور أكثر من هذا ، وخصوصاً بعد أن وقفنا على استغلال المستشرقين لتلك الرؤية ، فكان علينا رسم البديل ، مؤكّدين على أنّنا لا نقبل تلك الرؤية ونراها مجانفة للحقّ والعقل والشريعة.
فالجمهور كرّروا كلامهم في تاريخ جمع القرآن حتّى صارت حقيقة لا يمكن أن يتخطّاها أو ينكرها أحد من المسلمين ، ولو انتقد أحدٌ تلك الفكرة اتّهم بتحريف القرآن ، مع العلم أنّ أصول تلك الفكرة هى داعية إلى التحريف حسبما وضّحناه ، لا نقدها والقول بأنّ المصحف المتلوّ ليس بمصحف أبي بكر وعمر وعثمان بل هو المصحف المنزل على صدر النبيِّ محمّد(صلى الله عليه وآله) وهو الذي كان يقرأ به المسلمون آناء الليل وأطراف النهار.
فمصحف عثمان بن عفّان لا يمكن الاعتماد عليه لأنّه جمع بعد ثلاثة عقود من وفاة رسول الله وبشاهدين ، أمّا مصحف رسول الله فهو المقروء في عهد ثمّ من بعده وأنّ حجّته جاءت من خلال التواتر لا بالبيّنة والشهود كما في مصحف عثمان ، وهذا يفهمه من له أدنى إلمام بالعلم.
وعليه فالكلام عن روايات جمع القرآن لم تكن مثل روايات تحريفه الموجودة في كتبهم ، فالثانية مع خطورتها واضحة للمطالع ، ويفهمها كلّ