أو أنّه إشارة إلى تعدّد اللغات واللهجات والقراءات ، فالسؤال هو : لماذا نراهم يؤكّدون ـ من خلال مبحث الأحرف السبعة ـ على صحّة اختلاف القراءات فيها(١) فقط مع أنّ الأقوال في تفسيرها كثيرة.
قال ابن حبّان (ت ٣٥٤) : «اختلف الناس فيها على خمسة وثلاثين قولاً»(٢).
وأوصل ابن حجر (ت ٨٥٢) تلك الأقوال إلى أربعين قولاً ، وقد يكون أكثر من ذلك.
المهمّ أنّ أتباع الخلفاء وبعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) استغلّوا هذا الحديث وأمثاله للدلالة على إمكان تبديل النصّ القرآني والتوسعة فيه ، بحجّة أنّها قراءات صادرة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهذا الكلام فيه ما فيه ؛ لأنّ مشكلة تفسير النصّ ليست بأقلِّ من ترك تطبيق النصّ.
نعم ذكر الزرقاني اسم إثنين وعشرين صحابيّاً رووا حديث الأحرف السبعة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وقد كان اسم عمر بن الخطّاب على رأس تلك القائمة ، وأنّ قصّته مع هشام بن حكيم واختلافه معه على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) في سورة الفرقان ثمّ تصحيحه(صلى الله عليه وآله) لقرائتهما مذكورة في الصحيحين تؤكّد سماعه هذا الحديث من رسول الله(صلى الله عليه وآله).
ثمّ قال الزرقاني : «لكنّك خبير بأنّ من شروط التواتر توافر جمع يُؤْمَن
__________________
(١) أي في معنى الأحرف السبعة.
(٢) انظر البرهان في علوم القرآن ١ / ٢١٢.