تواطؤهم على الكذب في كلِّ طبقة من طبقات الرواية.
فهذا الشرط إذا كان موفوراً هنا في طبقة الصحابة كما رأيت ، فليس بموفور لدينا في الطبقات المتأخّرة»(١).
فالزرقاني يشكّك في تواتر الخبر في الطبقات المتأخّرة وإن كان متوفّراً في طبقة الصحابة!!
أجل إنّ المستشرقين استغلّوا الروايات المروية عن عمر بن الخطّاب ـ على رغم عدم تواترها ـ للطعن في ثبوت النصّ القرآني والقول بتحريفه.
في حين نحن نؤكد أنّ روايات النقيصة في القرآن واختلاف القراءات كانت من تبعات انتهاجهم المنهج الخاطي في جمع القرآن وعدم أخذهم بمصحف الإمام عليّ عليهالسلام ؛ لأنّ الناس على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) كانوا يقرؤون بما علّمهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ؛ لأنّه هو مصدر الإقراء لقوله تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْث) أمّا بعده فقد اختلفوا ، أي أنّهم اكتفوا بالقراءة والأداء دون العلم بما في القرآن.
«فعن عثمان ، وابن مسعود ، وأُبيّ : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يُقرِئْهم في العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتّى يتعلّموا ما فيها من العمل ، فيعلّمنا القرآن والعمل جميعاً»(٢).
و «عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال لعليٍّ عليهالسلام : يا عليّ تعلّم القرآن وعلّمه
__________________
(١) مناهل العرفان : ١٠٤.
(٢) تفسير القرطبي ١ / ٣٩ عن الداني في كتاب البيان.