للناس فلك بكلّ حرف عشر حسنات ...»(١).
وفي الخبر أيضاً : «كنّا إذا قرأنا الآية لا نجاوزها حتّى نعلم فيم أنزلت؟».
لكن بعد وفاة النبيّ وأحداث السقيفة وبيعة أبي بكر وعدم قبولهم الأخذ بمصحف الإمام عليّ عليهالسلام ، استعانوا بالصحابة ومصاحفهم لتدوين القرآن من جديد.
وبما أنّ لغات أولئك الصحابة ولهجاتهم كانت مختلفة فجوّزوا أوّلا قراءة الآيات بأيّ لغة كانت شريطة أن تكون تلك اللغة هي صحيحة عند العرب ، ثمّ تطوّر هذا الأمر إلى تبديل النصّ القرآني تحت عنوان القراءات ، فاختلف معنى القراءة والإقراء شيئاً فشيئاً عبر الزمن.
إنّ ما انتهجه مدرسة الخلفاء من منهج في تدوين القرآن بدءاً من أخذهم شاهدين في تدوين الآيات ، إلى مشروعية الأخذ بجميع القراءات ، إلى غيرها من الأفكار كان يدعوهم لترك الأخذ ببعض الآيات ، لعدم وجود شاهد آخر يشهد بأنّه مكتوب على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)!
وهذا المنهج الخاطى يقلّل لا محالة من الآيات القرآنية ويدعوا إلى نقصانه ، وبذلك يصحّ قول عمر بن الخطّاب : «ذهب قرآن كثير».
لكنّا لا نقبل بكلام عمر بن الخطّاب وإمكان تأثير المنهج الخاطي
__________________
(١) كنز العمال ١ / ٢٦٦ ح ٢٣٧٧.