للخلفاء في جمع القرآن على القرآن نفسه ، بل نقول إنّ قرآنية القرآن جاءت متواترة وإنّ آياته وسوره كانت شائعة بين المسلمين ولم ينقص منها شيء ، ولا يحتاج إثبات القرآن إلى البيّنة والشهود كما يريده الخلفاء!
لكن مدرسة الخلفاء ولكي يصحّحوا ما قالوه في جمع القرآن والأحرف السبعة ، حرّفوا مفهوم القراءة والإقراء بحيث صار موضوع القراءات سلّماً إلى التحريف ـ من حيث يشعرون أو لا يشعرون ـ بالطريقة التي سنوضّحها.
وعليه فالقراءة في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) كانت تعني قراءة القرآن وفهم معانيه ، وأنّ رسول الله كان لا يتجاوز العشر منها إلى عشر أخرى حتّى يتعلّموا ما فيها ، أمّا بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) صار تبديل النصّ القرآني بلهجات العرب هو المعنيّ من القراءة والإقراء ، ثمّ تكاثرت عدّة هذه القراءات عند المسلمين شيئاً فشيئاً حتّى صارت مشكلة كبرى لا يمكن حلّها ، فتجاوزت من سبعة إلى عشرة إلى أربعة عشر إلى ...
وإنّك لو تأمّلت قليلاً في أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف لرأيتها تحرّر الإنسان من التقيّد بالنصّ القرآني الواحد ، بل تجيز للقارئ تبديل النصّ بأيّ لفظ شاء ، بشرط أن لا تصير آية الرحمة آية عذاب وآية العذاب آية الرحمة!
لا أدري كيف يمكن للمسلم القبول بهذه السعة في كتاب ربّه؟
فلا أرى إنساناً حكيماً يرضى بتغيير كلامه ، فكيف يمكن تصوّر ذلك في تغيير كلام ربّ الأرباب وإمكان وقوعه.