نقل الواحد عن الواحد»(١).
وقال أبو شامة في مرشده في جواب من قال بأنّ القراءات السبع كلّها متواترة قال : «والقطع بأنّها منزلة من عند الله واجب ، ونحن بهذا نقول ، ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق ، واتّفقت عليه الفرق ، من غير نكير له من أنّه شاع واشتهر واستفاض ، فلا أقلّ من اشتراط ذلك إذا لم يتّفق التواتر في بعضها»(٢).
وعليه فالخدش في تواتر القراءات لا ينافي تواتر أصل القرآن ، وذلك لتواتر مادّته وإن اختلف في هيئته أو إعرابه.
كان هذا إجمال الكلام عن جمع القرآن في عهد الشيخين.
ولكي نمهّد للقسم الثاني(٣) من البحث نقدّم بعض النماذج من تبديل عمر بن الخطّاب للنصّ القرآني ، والتي حاول علماء الجمهور جعلها قراءة ، فهي قراءة عندهم وإن لم يأخذ بها المسلمون في المصحف الرائج اليوم.
اجتهادات تحت عنوان القراءات :
«فعن إبراهيم عن خرشة بن الحرّ قال : رأى معي عمر بن الخطّاب لوحاً مكتوباً فيه (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ
__________________
(١) الاتقان١ / ١٣٨ النوع : ٢٢ ـ ٢٧.
(٢) النشر في القراءات العشر ١ / ١٣.
(٣) والذي سنتعرض إليه بعد الانتهاء من بيان تاريخ جمع القرآن.