اللَّهِ).
فقال : من أملى عليك هذا؟
قلت ، أبيُّ بن كعب.
قال : إنّ أبيّاً كان أقرأَنا للمنسوخ ، أقرأها (فامضوا إلى ذكر الله)»(١).
وفي كنز العمّال «عن ابن أبي داود وابن الأنباري كليهما في المصاحف عن عمر بن الخطّاب أنّه كان يقرأ : (سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالّين)(٢).
ولم يختصّ قراءة عمر بن الخطّاب أو قل اجتهاده! بهذين الموردين! فقد جاء عنه أنّه كان يقرأ قوله تعالى : (ءَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً) : (عظاماً ناخرة) ، لقربه من سياق الآيات الأخرى.
فقد يكون عمر اعتقد بأنّه لا فرق بين أن تكون الكلمة مع الألف أو بدونها ، وهذا ـ إن ثبت ـ فهو تصرّف بالنصّ القرآني ، وتعدٍّ على إرادة الله سبحانه ؛ لأنّ الباري جلّ وعلا أدرى بما يريد ، فقد يريد الخروج من سياق الآيات إلى غيرها لحكمة يراها ، على أنّ (ناخرة) و (نخرة) تختلفان في المعنى وليستا من الترادف في شيء ، وحتّى لو قلنا بالترادف بينهما فلا يجوز الإبدال فيها ، فلا يمكن مثلاً إبدال كلمة (المنزل) بالمسكن أو البيت أو العمارة بدعوى الترادف ، لأنّا نعلم بأنّ أهل اللغة لحظو معنى لكلِّ كلمة من
__________________
(١) تاريخ المدينة لابن شبة ١ / ٣٧٧ ، كنز العمّال ٢ / ٢٥١ / ح ٤٨٠٨.
(٢) كنز العمال ٢ / ٢٥١ ح ٤٨١١.