هذه الكلمات»(١).
مضافاً إلى ذلك أنّ كلام الله وحيوي ، فيجب الوقوف على تفسيره وتبيينه من قبل الرسول(صلى الله عليه وآله) لقوله تعالى : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ).
فاجتهاد عمر ودعوى كونها قراءة لم يختصّ بهذين الموردين ، فقد كان يقرأ أيضاً قوله تعالى : (اللهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) : (الحيّ القَيَّام).
وفسّر مجاهد ـ حسبما في صحيح البخاري ـ كلام عمر بشكل يرضيه ، فقال : القيّوم القائم على كلِّ شيء وقرأ عمر (القيّام) وكلاهما مدح(٢).
فإنّهما وإن كانا مدحاً ، إلاّ أنّ نصّ القرآن توقيفيّ لا يمكن التغيير فيه ، فـ : (القَيَّوم) هو من أسماء الله سبحانه وتعالى لا (القَيَّام) ، الذي يوحي إلى فكرة التجسيم.
فكما لا يجوز أن تقرأ (بسم الله الرحمن الراحم) بدل (الرحيم) ، كذلك لا يجوز أن نقرأ (الحيّ القيّام) بدل (الحيّ القيّوم) وإن كانا مدحاً ، ومثله قراءته (فأخذتهم الصعقة) بدل (الصاعقة) ، وأشباهها من التحويرات التي جاءت في ألفاظ القرآن عنه وعن غيره من الصحابة.
فالنبيّ الأكرم لا يجيز تغيير دعائه الذي علّمه البراء بن عازب والذي فيه
__________________
(١) هذا بناءً على وجود الترادف في كلام العرب ، وأمّا على القول بعدم وجود الترادف فإنّ عدم جواز التبديل يكون أشدَّ وآكدَ.
(٢) تفسير الطبري ٣ / ١٦٣ ، وانظر صحيح البخاري ٤ / ١٨٧٢ / ح ٣٩٧ ، باب تفسير سورة نوح.