(ورسولك الذي أرسلت) ، فقرأه البراء (ونبيّك الذي أرسلت) بدل (رسولك) فنهاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) مع أنّ كليهما حقّ ، فمحمّد بن عبدالله هو رسول الله(صلى الله عليه وآله) ونبيّه معاً.
فلو كان هذا هو موقف رسول الله(صلى الله عليه وآله) من دعاء علّمه البراء ، فكيف يجيز للآخرين أن يغيّروا نصّ كتاب ربّه ويضعوا بدل (عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (غفور رحيم) أو (سميع عليم).
ألم يكن هذا بهتان من القول ، لا يتّفق مع الثوابت الشرعية وسيرة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله).
إذ لكلِّ كلمة عربية ـ وكما قلنا ـ معناها الخاصّ بها ولا يجوز تبديل إحداها بأخرى مثلها ، فمثلاً قد يتصوّر شخص بأنّ (الجيد) و (العنق) و (الرقبة) هنَّ شيء واحد ، لكن الأمر لم يكن كذلك ؛ لأنّ (الجيد) يتضمّن معنى الحسن ، فيقال : جيد الفتاة ولا يقال : ما أجمل عنق الفتاة.
أمّا (العنق) فيتضمّن معنى الطول ، فيقال : طويل العنق أو مدّ عنقه ، ولا يقال مدّ رقبته أو مدّ جيده.
أمّا (الرقبة) فهو إسم لجزء الإنسان الذي يتضمّن معنى الكلّ فيقال : (عتق رقبة) فلا يقال اعتق عنقاً أو جيداً.
فلا يصحّ تبديل كلمة مكان أخرى لأنّه يفسد البلاغة ، ولأجل هذه الدقّة اللّغوية بين معنى الكلمات وصف الله أمّ جميل زوجة أبي لهب بأنّها