جعلت في جيدها(١) ـ بدلاً من القلادة التي تزيّن جيد الفتاة ـ حبلاً من مسد ـ وهو ليف النخل ـ تحمل به الحطب لإيذاء النبيّ(صلى الله عليه وآله).
وهكذا الحال بالنسبة إلى : أقبل ، وتعال ، وهلمّ ، وحيّهلا.
فأقْبِلْ : فعل أمر من الإقبال : الإتيان من قِبَل الوجه ، نقيض الإدبار لقوله تعالى (أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ).
وتعال : دعوة للمخاطب أن يفكّر وهو في الأغلب من أعمال النفس ويلازمه القيام بأعمال جسدية ، كقوله تعالى (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ) وقوله تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ) وقوله تعالى : (إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ).
وهلمّ : يستعمل لإشراك الآخرين بعمل يهتمّ به الداعي إليه ، كقوله تعالى : (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذَا).
وحيّهل وحيّهلا : وهذه الكلمة مركّبة من كلمة (حيّ) أي : أقبل ، و (هلا) أي : أسرع ، ومعناه : أقبل مسرعاً.
وبهذا فقد عرف بأنّه لا يجوز تبديل كلمة مكان أخرى لأنّها تفسد بلاغة القرآن ، وإن كانت لا تبدّل آية رحمة بآية عذاب حسبما يقولون!!!
ومثله كلمات : أذهب ، أسرع ، عجّل.
__________________
(١) ولم يقل في عنقها.