فالذهاب : هو المضيّ من مكان إلى آخر كقوله تعالى : (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) وقوله تعالى : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَأَلْقُوهُ).
والإسراع : هو خلاف البطء فيه ماديّاً كان العمل أم معنويّاً مثل قوله تعالى : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَة مِن رَبِّكُمْ).
والعجلة : حالة نفسية تبعث على المبادرة بعمل ما ، سواء كان الدافع الشوق أو الخشية والخوف من فوت الأمر أو بدافع السخط والغضب مثل قوله تعالى : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) وقوله : (وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ).
وعليه فقد عرفت عدم إمكان تبديل الكلمات العربية والأدعية القرآنية بما يعجب الفرد ، وإن سمح بذلك بعض الصحابة!!!
فلا يمكن إبدال دعاء إبراهيم وإسماعيل (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) بـ : (ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت التوّاب الرحيم).
أو قوله تعالى حكاية عن قوم موسى واتّباعهم العجل (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) فلا يجوز إبدالها بـ : (ثمّ تابوا من بعدها إنّ ربّك من بعدها لسميع عليم).
إذن علينا أن نقول بأنّ هذه الأفكار كان وراءها بعض كفّار قريش أمثال عبدالله بن سعد ابن أبي سرح الذي ارتدّ مشركاً بعد أن كان كاتباً للوحي ، فقال لهم : «إنّي كنت أصرف محمّداً حيث اُريد ، كان يملي عليّ (عزيز حكيم) فأقول (عليم حكيم) فيقول : نعم ، كلٌّ صواب فأنزل الله فيه قوله