فَهُمْ غَافِلُونَ) بـ : (يس ، والذكر العظيم ، إنك لمن الأنبياء ، على طريق سويّ ، إنزال الحميد الكريم ، لتخوّف قوماً ما خوّف أسلافهم فهم ساهون) فلتقرّ عيون المجوّزين لذلك. سبحانك اللهمّ إن هذا إلاّ بهتان عظيم. وقد قال الله تعالى : (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ)»(١).
وقال الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن : «قاعدة يظنّ بها الترادف وليست منه ، وذكر من مصاديقه في القرآن الكريم : الخوف والخشية ، البخل والضَّنّ ، السبيل والطريق ، جاء وأتى ، فعل وعمل ، قعد وجلس ، كمل وتم. وغيرها. وذكر الفروق بين معانيها»(٢).
وبهذا فقد اتّضح لك بأنّ ما قالوه عن الأحرف السبعة والقراءات كلّها كانت من آثار عدم إعتقادهم وجود مصحف على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، أو عدم أخذهم بمصحف الإمام عليّ عليهالسلام ، ثمّ بدءهم بعملية جمع القرآن بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) من جديد بشاهدين!
وعلماء الجمهور ارتضوا فكرة الأحرف السبعة وجمع القرآن بعد رسول الله تعصّباً ، وأخذوا يدافعون عنها ، وفي كلامهم ما يفيدنا ويدعم قولنا ، وإليك الآن كلام الزرقاني في مناهل العرفان وهو يذكر (فوائد لاختلاف القراءة وتعدّد الحروف) أذكرها بالنصّ دون أيّ تعليق :
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن : ١٩٨.
(٢) البرهان في علوم القرآن ١ / ٧٨ ـ ٨٦.