يلبس الخفّ.
ومنها دفع توهّم ما ليس مراداً كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)(١) وقرئ (فَآمْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ). فالقراءة الأولى يتوهّمُ منها وجوبُ السرعة في المشي إلى صلاة الجمعة ، ولكن القراءة الثانية رفعت هذا التوهّم ؛ لأنّ المضيَّ ليس من مدلوله السرعة.
ومنها بيان لفظ مبهم على البعض نحو قوله تعالى : (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ)(٢) وقرئ (كآلْصُوفِ اآلْمَنْقُوشِ) فبيّنت القراءةُ الثانية أنَّ العهنَ هو الصوف.
ومنها تجلية عقيدة ضلَّ فيها بعضُ الناس : نحو قوله تعالى في وصف الجنّة وأهلها : (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نِعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)(٣) جاءت القراءة بضمّ الميم وسكون اللام في لفظ (وَمُلْكاً كَبِيراً)(٤) وجاءت قراءة أخرى بفتح الميم وكسر اللام في هذا اللفظ نفسه فرفعت هذه القراءةُ الثانية نقابَ الخفاء عن وجه الحقِّ في عقيدة رؤية المؤمنين للّهِ تعالى في الآخرة ؛ لأنّه سبحانه هو الملك وحده في تلك الدار (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ
__________________
(١) الجمعة : ٩.
(٢) سورة القارعة : ٥.
(٣) الإنسان : ٢٠.
(٤) الإنسان : ٢٠.