الْقَهَّارِ)(١).
والخلاصة : أن تنوُّع القراءات ، يقومُ مقام تعدُّد الآيات. وذلك ضربٌ من ضروب البلاغة ، يبتدئ من جمال هذا الإيجاز وينتهي إلى كمال الإعجاز»(٢).
وعليه فإنّ نصوص الأحرف السبعة تجيز للإنسان أن يبدّل بعض الكلمات باُخرى ، والقول بهذا يهدم المعجزة الخالدة (القرآن) ، والحجّة على الناس ، بل يدعو إلى هجر القرآن ، والتفنّن في تغيير نصوصه ، وفي ذلك فساد بلاغة القرآن وتجويز الاختلاف بين المسلمين في القراءة والأحكام.
وقد عرفت بأنّ ذلك كان من تبعات عدم أخذهم بالمصحف الموجود خلف فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله).
كما عرفت بأنّ ما حكوه عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأنّه قال : «لا تستطيع أمّتي القراءة على حرف واحد» هو كذب أيضاً ، إذ لا يعقل نسبة هذا الكلام إلى النبيّ الأكرم ؛ لأنّ القرآن كان يقرأ على حرف واحد على عهده(صلى الله عليه وآله) ، وفي عهد أبي بكر ، وعمر ، وعثمان إلى يومنا هذا ، ولم يقع اختلاف بينهم إلاّ في بعض الجزئيّات الصغيرة التي لا تُخِلُّ بأصل القرآن.
وسؤالنا : كيف استطاعت الأُمّة أن تقرأه على حرف واحد بعد عثمان ، إذا كانت هي غير قادرة على قراءته على حرف واحد في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟
__________________
(١) غافر : ١٦.
(٢) مناهل العرفان : ١٠٩ ـ ١١١.