بلى إنّ عمر بن الخطاب كان لا يعلم أشياء كثيرة وفي الوقت نفسه كان يتصوّر أنّها من القرآن ، في حين أنّها كانت تفسيرية توضّح معاني القرآن وليست من سوره وآياته في شيء ، وهذا هو الذي ألزمه أن يدّعي أنّها من القرآن ويقول : ذهب قرآن كثير مع محمّد ، في حين أنّها لم تكن من القرآن في شيء.
إنّ روايات جمع القرآن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ كما قلناه أكثر من مرّة ـ استغلّت من قبل أعداء الإسلام للقول بتحريف القرآن ، وهي كغيرها من الروايات الأخرى الموجودة في مدرسة الخلفاء والتي استغلّت من قبل أمثال سلمان رشدي لتشويه سمعة الرسول (صلى الله عليه وآله) ومكانته عند المسلمين.
وهذه الروايات لو صحّت فهي تعني أنّ الخلفاء أسقطوا من القرآن ما كان متواتراً ، لعدم وقوفهم في بعض الأحيان على مكتوب يؤيّد ما حفظه الصحابي ، وهذا هو الذي دعاهم لترك الأخذ بالمسموع من الصحابي فقط.
فلو احتمل إمكان النقيصة في القرآن ، فكذلك يمكن احتمال الزيادة بكلمة أو كلمتين فيه ، وأنّ القول بهذا الرأي خطير جدّاً على القرآن وإعجازه ، ويعود وزره على الذين أشاعوا فكرة عدم جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ اختلافهم في جمعه في عهد الشخيين ، أو جمعه ـ من بعدهما ـ على عهد عثمان بن عفّان.
كما أنّ ما قالوه في جمع القرآن بشاهدين ـ الكتابة والحفظ حسب تعبير ابن حجر ـ يعني ثبوت القرآن بالخبر الواحد أيضاً ، وهذا الكلام فيه ما