فيه ، ومعناه ثبوت القرآن بالبينة وهذا لا يتطابق مع ثبوت القرآن بالتواتر.
ألا يكون القطع بتواتر القرآن وشيوعه بين المسلمين وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار هو سبباً للقطع بكذب روايات جمع القرآن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
بهذا نعاود الكلام ونلخص ما قلناه من خلال أقوال لعمر بن الخطّاب ، فإنّه قال ـ كما في خبر مصنّف عبدالرزّاق ـ : «والله لا ألبسُ كتاب الله بشيء أبداً»(١) أو قوله : «اُمنية كأمنية أهل الكتاب»(٢) ثمّ اشتراك تعليله هذا مع ما علّله في التشبّه ببني إسرائيل واتّباعهم كتب علمائهم وتركهم التوراة وأخيراً اشتراكه مع ما علّل على لسان النبيّ (صلى الله عليه وآله) والصحابة!!!
واقتراحه على النبيّ في أكثر من مرّة بالاستزادة من علوم أهل الكتاب ، وغضب النبيّ (صلى الله عليه وآله) من هذا الاقتراح(٣) ، بل عدم سماحه للصحابة بأن يأتوا النبيّ بكتف ودواة معلّلاً بأنّ «الرجل ليهجر(٤)» وقوله «حسبنا كتاب الله(٥)» ثمّ
__________________
(١) مصنّف عبد الرزاق ١١ / ٢٥٧ ح ٢٠٤٨٤.
(٢) تقييد العلم ١ / ٥٢.
(٣) تقييد العلم : ٥٢ ، المصنّف لعبد الرزّاق ٦ / ١١٣ ح ١٠١٦٤ ، ١٠ / ٣١٣ ح ١٩٢١٣ ، مجمع الزوائد ١ / ١٧٤.
(٤) صحيح البخاري ١ / ٥٤ ح ١١٤ و ٣ / ١١١١ ح ٢٨٨٨ ، ١١٥٥ ، ٢٩٩٧ ، ٤ / ١٦١٢ ح ٤١٦٨ و ٥ / ٢١٤٦ ح ٤١٦٨ ، ٦ / ٢٦٨٠ ح ٦٩٣٢ ، صحيح مسلم ٣ / ١٢٥٧ ح ١٦٣٧ ، ٣ / ١٢٥٩ ح ١٦٣٨.
(٥) صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم ، فتح الباري ١ / ٢٠٩ ، إرشاد الساري ١ / ١٦٩ ، عمدة القاري ١ / ٥٧٥ ، شرح النووي على مسلم ٢ / ٩٠ ، المصنف لعبد الرزّاق ٥ / ٤٣٨ ح ٩٧٥٧ ، مسند أحمد ١ / ٣٣٤ ح ٢٩٩٢ ، ١ / ٣٦٦ ح ٣١١١.