تعيينه زيد بن ثابت لكتابة المصحف ، وهو اليهودي العارف بلغتهم والمتلمّذ في مدارسهم ، واستخلافه على المدينة أيّام خروجه منها ، مع وجود كبار الصحابة فيها كابن مسعود وأُبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل.
ورفع صوته على صوت النبيِّ ، وأخذه بثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا أراد الصلاة على المنافق(١) ، وتشابه مشكلة القرآن عنده مع مشكلة الحديث إلى غيرها من عشرات المسائل.
كلّ هذه الأمور تشير إلى أنّ الخليفة بعد اعتقاده بفكرة عدم اجتماع الخلافة والنبوّة في بني هاشم كان يريد التفكيك بين القرآن والسنّة ، وبينهما وبين العترة.
وأنّ مقولته «حسبنا كتاب الله» واضحة وصريحة في استغنائه عن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وعدم احترامه لمقامه (صلى الله عليه وآله) ، كما ترى مثله في قوله لعليٍّ عليهالسلام : «انصرف مع قرآنك لا تفارقه ولا يفارقك» ، فهو الآخر صريح في تفكيكه بين القرآن والعترة.
فمدرسة الخلفاء تريد من خلال أقوال عمر وأفعاله القول بعدم وجوب اتّباع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ فيما أتى به من قبل البارئ ، وأنّ أوامره ونواهيه الصادرة عنه هي إرشادية يجوز مخالفتها ، وهذا ما كانوا يسعون الوصول إليه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع الوصيّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ١٧١٦ ح ٤٣٩٥.