مُقْفرة الربع لحجّ هاجرها |
|
عامرها موحشٌ وغامرها |
ينتحب اليوم في منازلها |
|
كأنّ أوطانها مقابرها |
ولم يبق من تلك المدينة إلاّ مرقدي أعلام الهداية (موضع المشهد) الذي نصّ عليه الحموي في معجمه ، والمحلّة التي سكنها الإمامان العسكريّان ، وهي الحارة الشهيرة في أيّام المعتصم والمعروفة بـ : (عسكر المعتصم) ، وإلى هذا الموضع نُسب الإمام الحسن بن الإمام عليّ الهادي عليهالسلام فعرف بالعسكريّ ، وكان يسكن هذه الحارة ، ودفن فيها من قبله والده الإمام عليّ الهادي عليهالسلام الذي توفّي سنة (٢٥٤ هـ) ، ولمّا توفّي الإمام الحسن العسكري عليهالسلام سنة (٢٦٠هـ) دُفن إلى جوار أبيه وأصبح مشهد الإمامين المعروف بـ : (الروضة العسكرية) نواة مدينة سامرّاء الحالية ، فشيّدت الدور والمنازل والأسواق والمباني الأُخرى حولها ... وقد حافظت المدينة على عمرانها ووضعها إلى ما بعد انقراض الدولة العبّاسية»(١).
يقول السيّد حيدر الحلّي :
زانَ (سامرّاء) وكانت عاطلاً |
|
تشتكي من مُحلّيها الجفاءا |
وغدت أفناؤها آنسةً |
|
وهي كانت أوحش الأرض فضاءا |
حىّ فيها (المرقد الأسنى) وقل |
|
زادك الله بهاءً وسناءا |
ثمّ ناد (القبّة) العليا وقل |
|
طاولي يا قبّة (الهادي) السماءا |
__________________
(١) دائرة المعارف : ١٣/١٣٨.