إلاّ أنّ يد المجرمين والإرهابيّين طالت هذه الروضة الشريفة ، ففجّر حرم الإمامين ، وأسقطت قبّته الكبيرة وذلك سنة (١٤٢٧ هـ ـ ٢٠٠٦ م) في مشهد تبكي له العيون دماً ، وأعقبه تفجير آخر سنة (١٤٢٨ هـ ـ ٢٠٠٧ م).
وكان الهدف من هذا العمل الإرهابي إيقاع فتنة طائفية بين السنّة والشيعة ، وكادت أن تقع فعلاً ، لولا ضبط النفس ، وحكمة المرجعية الدينية في النجف الأشرف.
ولا زال الإعمار جارياً في تشييد المرقدين الشريفين ويشارف على الانتهاء قريباً ، كما أنّ حركة الزيارة للمرقدين لم تنقطع أبداً ، بالرغم من وجود بعض المخاطر الأمنية في تلك المنطقة.
المبحث الثالث : الوجود الشيعيّ في مدينة سامرّاء :
لقد استقطبت مدينة سامرّاء الوجود الشيعي منذ أن حلَّ في أرضها الإمام عليّ بن محمّد الهادي مصطحباً ولده الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليهماالسلام. فأصبح الشيعة والموالون لأهل البيت عليهمالسلام يفدون إلى هذه المدينة في حياة الإمامين ، ويتواصلون مع خطٍّ الإمامة ، ويوصلون الحقوق الشرعية إليهم ، ويأخذون عنهم معالم دينهم ، وكان بعض أصحاب الإمامين يركبون المخاطر ، ويتّخذون الوسائل التنكّرية من أجل الوصول إلى الإمام ولقائه. وقد تحدّثنا عن ذلك في بحوث سابقة.
وبعد وفاة الإمامين العسكريّين عليهماالسلام وقيام الإمام الثاني عشر من أئمّة