أهل البيت ثمَّ غيبته عليهالسلام ، لم ينقطع الوجود الشيعيّ عن هذه المدينة ، حيث زيارة مرقد الإمامين عليهماالسلام ، وبعض آثار الأئمّة هناك كسرداب الدار الذي كان يسكن فيها الأئمّة ، بالإضافة إلى وجود مقابر بعض ذرّية أهل البيت كقبر حكيمة بنت الإمام الجواد ، عمّة الإمام الهادي التي توفّيت سنة (٢٧٤ هـ) وقبر نرجس أُمّ الإمام المهديّ(١).
بل إنّ بعض سكّان سامرّاء يدّعي السيادة ويفتخر بأنّه من نسل الإمامين العسكريّين. يقول المؤرّخ الشهير الدكتور حسين علي محفوظ وهو يتحدّث عن مدينة سامرّاء : «.. وجُلُّ سكّانها من العشائر المحيطة بها ، وهم أو أكثرهم ، يدّعون السيادة وأنّهم من نسل الإمامين العسكريّين عليهماالسلام ، وكان هؤلاء يعيشون على زوّار العتبات المقدّسة من الإيرانيّين والهنود والأفغان ، فلمّا وقف سيل هؤلاء أو كاد ، انصرف الأهلون إلى الأرض يحرثونها ويزرعونها ..»(٢).
ويرجع بعض الباحثين تاريخ ظهور التشيّع في سامرّاء إلى أيّام تأسيسها الأولى ، «فبعد أن أسَّسها المعتصم ، وجعلها عاصمة ملكه ، وانتقل إليها بحاشيته وجيشه ، وأنت جدُّ خبير بأنَّ التشيّع يسير مع الإسلام أينما سار ، فكم كان بين الجند والقوّاد ، والأُمراء ، والكتّاب ، مَن يحمل بين حنايا ضلوعه ولاء أهل البيت عليهمالسلام».
ثمّ يقول هذا الباحث : «وظهر التشيّع جليّاً بعد أن قام الإمامان فيها
__________________
(١) سامرّاء في المراجع العربية ، موسوعة العتبات : ١٢/١٤٣.
(٢) المرجع نفسه : ١٢/١٧١.