آنذاك مع نشاطات وخدمات الميرزا الشيرازي بحسن نيّة ، وإنّما كانت لهم قراءة مذهبية متعصّبة لهذه النشاطات ، وخاصّة ما يتعلَّق منها بالجانب التعليمي فاتّخذت أساليب الردع المضادّ لهذه النشاطات ، مع أُسلوب التحريض القومي والمذهبي ضدّ الميرزا الشيرازي والشيعة للحدِّ من نفوذه وتحجيمه.
يقول الدكتور علي الوردي : «إنَّ هذا التحوّل الهامَّ الذي حدث في سامرّاء أدّى إلى ظهور ردّ فعل شديد ضدّه بين علماء السنّة في بغداد ، فتحفّزوا للعمل في سبيل انقاذ سامرّاء! وكان أشدُّهم حماساً في ذلك الشيخ محمّد سعيد النقشبندي ، فقابل والي بغداد الحاج حسن باشا ، وباحثه في الأمر ، وأبرق هذا إلى السلطان عبد الحميد يخبره بالخطر الذي يهدِّد سامرّاء ... سافر الشيخ محمّد سعيد النقشبندي إلى سامرّاء مخوَّلاً بفتح المدرسة في سامرّاء ... واستأجر النقشبندي داراً جعلها مدرسة له ، وأخذ يشتغل بالتدريس والوعظ والإرشاد ...»(١).
لم تكن المشكلة في فتح مدرسة ومعهد علمي يُدّرس فيه قواعد ومناهج العقائد السنّية في قبال المدرسة الشيعية التي افتتحها الميرزا الشيرازي ، وإنّما تكمن المشكلة في القائمين على المدرسة الضدّ ، وروح التعصّب الذي يسيّرهم وكان النقشبندي يمثّل هذا الاتجاه «فشمّر عن ذيل
__________________
(١) لمحات اجتماعية : ٣/٩٠ ـ ٩١.