التعصّب يداً ، وأقام في التسويلات مجتهداً ، مستعملاً للحيل واللطائف ، مستعيناً ببناء المدرسة وإجراء الوظائف ...»(١).
وبعد أن استقرَّ الشيخ النقشبندي في سامرّاء ، وأقام حلقات التدريس والإرشاد والتي اتّسمت بمواجهة مذهبية حادّة من أجل الحدّ من نفوذ الميرزا الشيرازي ، وتحجيم الحضور الفكري والعلمي للشيعة في هذه المدينة ولم تنتهِ مهمّته بوفاة الميرزا الشيرازي وإنّما «بقي في سامرّاء بعد وفاة الشيرازي ، وقد استطاع أن يسافر إلى الحجّ ومن هناك ذهب إلى اسطنبول وقابل السلطان عبد الحميد ، وكان من نتائج تلك المقابلة أن تقرّر بناء مدرسة دينية كبيرة في سامرّاء وقد تبرّع السلطان من خزينته الخاصّة بمبلغ ألف ومائتي ليرة لبناء المدرسة ، كما خصَّص مرتّباً شهريّاً قدره خمسون ليرة لينفقها على إعالة مائة طالب ...»(٢).
ويذكر أحد الباحثين : «وقد أصدر السلطان عبد الحميد الثاني أوامره ببناء مدرسة دينية سنّية على غرار المدرسة الدينية الشيعية التي أسّسها الشيرازي عام (١٣٠٨ هـ) ، وبدأ العمل بها عام (١٣١٤ هـ) ، أي بعد وفاة الشيرازي بسنتين وتمَّ بناؤها عام (١٣١٦ هـ)(٣) ، وظلَّ النقشبندي يدير
__________________
(١) هديّة الرازي إلى الإمام المجدّد الشيرازي : ٢١.
(٢) لمحات : ٣/١٠١.
(٣) المرجعية العليا : ٢٢٠.