المدرسة ويدرّس فيها طيلة أربع سنوات»(١).
ولم يكتف الوالي حسن باشا بفتح مدرسة دينية وإرسال النقشبندي إلى سامرّاء ، وإنّما صعَّد من وتيرة المواجهة ضدَّ الشيعة وحوزتها العلمية ومرجعيّتها الدينية ، فخطّط لفتنة طائفية في المدينة ، «وقد نجح ... في إعداده لمخطّط تعبئة أهالي سامرّاء وتحريضهم ... وخلق محيط عدائي هدفُهُ الحدّ من هيبة الشيرازي وكسر شوكته بالمجابهة ، ففي العام (١٣١١ هـ) هجم أهالي سامرّاء على بيوت الشيعة وأماكنهم العامّة وأوقعوا فيهم بعض القتلى والجرحى ، حتّى قيل إنّ بين القتلى كان ابن أُخت الشيرازي ، وقيل ولده محمّد»(٢).
ويصف لنا أحد المعاصرين بعض فصول تلك الأحداث المؤلمة بقوله : «إنّ الوالي حسن باشا حقد على الميرزا ، وأغرى بالشيعة في سامرّاء بعض المتعصّبين من الأهالي والوجوه ممّن ثقل عليهم توطّن الميرزا في بلدهم ، وعندئذ وقعت الفتنة في سامرّاء واتسعت الطائفية إلى بغداد وغيرها ، وتثاقل الوالي عن سماع شكوى العلماء وطلاّب العلوم في سامرّاء ، بل منع من إعلام السلطان عبد الحميد (بالتلغراف) ... ولمّا بلغ عبد الحميد خان ما حلَّ بالعلماء ، أقام الدنيا وأقعدها ، حتّى أطفأ النائرة ، وقمع الفساد وعاقب
__________________
(١) لمحات ٣/١٠١.
(٢) المرجعية العليا : ٢٣١.