المسؤولين بعقاب صارم .. فانتشر الأمن والاستقرار في سامرّاء»(١).
لقد واجه الميرزا الشيرازي تلك المصائب والأهوال برباطة جأش ، وسعة صدر ، وصبر جميل ، فكان النصر حليفه في تلك الوقائع والأحداث.
المبحث الخامس : وفاة المجدّد الشيرازي ، ومصير حوزته العلمية :
بعد تلك الأحداث والفتن الطائفية التي أثارها الوالي العثماني وسانده فيها بعض المتعصّبين من العلماء ، وتدخّل فيها القنصل البريطاني(٢) ، والتي قابلها الميرزا بحكمته وسعة صدره ، وعزّته وشموخه وإبائه ، إلاّ أنّها تركت جرحاً عميقاً من الأسى في قلبه ، وهدّت قواه ، وهو في عمر جاوز الثمانين عاماً ، «فتوفّي رحمهالله في سامرّاء ... بعد الغروب بأربع ساعات من ليلة ٢٤ شعبان (١٣١٢ هـ) وحمل على الرؤوس من سامرّاء إلى النجف ، والقبائل العربية تستقبل جثمانه وتحمله إلى منتهى حدّ القبيلة الثانية ، وكذا المدن والقرى ، وأُقبر بجوار جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام بمقبرته الشهيرة بباب الطوسي ... واستمرّت الفواتح لروحه قدسسره في القبائل والمدن العراقية حدود السنة ..»(٣).
يقول الدكتور علي الوردي : «كان نقل جنازة الشيرازي من سامرّاء إلى
__________________
(١) معارف الرجال : ٢/٢٣٦ الهامش كذلك : ٢/٣٠١.
(٢) انظر تفاصيل هذه الأحداث ، معارف العلماء : ٢/٢٣٥ ، لمحات اجتماعية : ٣ /٩٧ ـ ٩٩ ، هدية الرازي : ٢٠ ـ ٢١ ، تاريخ مدينة سامرّاء : ٢ /١٧٧ ـ ١٧٨ ، مآثر الكبراء في تاريخ سامرّاء : ٢/٩٩.
(٣) معارف الرجال : ٢/٢٣٧ ـ ٢٣٨.