النجف من أعجب الحوادث في حينها ، إذ هي حملت على الأعناق في معظم الطريق بين البلدتين ..»(١).
في تكملة أمل الآمل يروي السيّد حسن الصدر قصّة تشييع جنازة السيّد بتفصيل دقيق إذ كان من الذين رافقوها طيلة الطرق حتّى المثوى الأخير(٢).
لقد ترك السيّد الشيرازي بوفاته فراغاً كبيراً في المجال المرجعي للطائفة الشيعية ، وعلى مستوى حوزته العلمية الناشئة في مدينة سامرّاء.
فأمّا على مستوى المرجعية فقد هيّأ الله من يقوم بهذه المهمّة ، حيث كان في النجف الأشرف وحوزتها آنذاك فطاحل العلماء المجتهدين من أمثال الميرزا حسين الخليلي ، والشيخ محمّد طه نجف ، والشيخ حسن المامقاني ، والملاّ كاظم الآخوند الخراساني ، والسيّد كاظم اليزدي.
وأمّا الحوزة العلمية في سامرّاء فقد واصل بعض تلامذة الميرزا الشيرازي رسالة أُستاذهم ، وكان على رأس أُولئك الميرزا محمّد تقي الشيرازي (ت ١٣٣٨ هـ) وهو كما يصفه السيّد حسن الصدر : «نزيل سامرّاء ... من أَجلِّ تلامذة سيّدنا الأُستاذ العلاّمة حجّة الإسلام الميرزا محمّد حسن الشيرازي ... وهو الذي في سامرّاء يدرّس من عنده من الفضلاء ، وبه
__________________
(١) لمحات : ٣/٩٩.
(٢) تكملة أمل الآمل : ٥/٣٤٨ ـ ٣٥١.