الشيرازي كان له منهجاً علميّاً عميق الغَور ، كما يصفه السيّد الصدر ، الذي يقول عنه : «لم تر عين الزمان مثل دقائق أفكاره وخفايا آثاره وأنظاره ، قد خلت عنها كتب المحقّقين من أهل الأنظار وسائر الشيوخ الكبار ، لم يسبقه أحد إليها ولا حام طائر فكر فقيه قبله عليها»(١).
ويصف الشيخ حرز الدين منهج المجدّد الشيرازي وطريقته في التدريس بقوله : «وكان مجلس بحثه مزدحماً بالعلماء والمدرّسين وتأتيه الاستفتاءات من سائر الأقطار الإسلامية ، ويحرِّر المسائل المهمّة منها ، ويجعلها عنواناً يدرِّس به تلامذته ، وكان ينصت لكلّ تلميذ له قابلية النقاش في الدرس ليستفيد بآرائهم حتّى يصفو له الوجه في المثلة ، كلّ ذلك تورّعاً ووثوقاً بإصدار الفتوى ، وكان كثير الاحتياط والتأمّل حتّى في الأُمور العرفية ...»(٢).
ثالثاً : لقد تخرّج من هذه الحوزة المباركة الكثير من الفضلاء والمدرّسين وبعضهم وصل إلى المرجعية العليا للطائفة الشيعية من أمثال الميرزا محمّد تقي الشيرازي ، والسيّد كاظم اليزدي ، والآخوند الخراساني ... وغير ذلك من الأفاضل والأعلام الذين يطول بذكرهم المقام ، لو أردنا
__________________
(١) تكملة أمل الآمل : ٥/٣٣٤.
(٢) معارف الرجال : ٢/٢٣٧.