وانتهت إليه رئاسة الإمامية من سائر الأمصار ... وكانت البلدان ، بل الأقطار الإسلامية وزعماؤها ملحوظة بنظره ، لا يغفل عنها وما حلّ فيها ، وقد نصب له في كلِّ بلد ممثّلاً عنه أميناً ثقة لقبض الحقوق ، وتدفع إليه في كلّ شهر وتوزّع على مستحقّيها كذلك»(١).
وقد أشار الشيخ محمّد تقي الفقيه إلى أنّ الشيرازي كان أوّل مرجع يفرض على وكلائه في البلدان المختلفة إرسال الأموال المتجمّعة إليه ، بعد ما كان الوكيل يتولّى إنفاقها في المصالح الدينية في بلاده ، ولم يكن ذلك معروفاً إلاّ في عهده(٢).
سادساً : ظهور دور المرجعية الدينية في الحياة السياسية : لم يقتصر دور المجدّد محمّد حسن الشيرازي ولا خلفه الميرزا محمّد تقي الشيرازي على القيام بأُمور المرجعية على المستوى العلمي والخدماتي والاجتماعي ، وإنّما تعدّى ذلك إلى الدخول في عالم السياسة من أوسع أبوابها فكان لهما دور كبير في قيادة مسيرة الأُمّة عبر سوح المواجهة مع الاستكبار العالمي المتمثّل آنذاك ببريطانيا العظمى ونفوذها في كلّ من إيران والعراق عبر عملائها وتدخّلها المباشر من خلال تجييش الجيوش واحتلال البلاد.
يقول الدكتور علي الوردي : «يعدّ المرزا محمّد حسن الشيرازي أعظم مجتهد شيعي ظهر في العهد الحميدي ، وقد جرت في عهده أحداث هامّة
__________________
(١) معارف الرجال : ٢/٢٣٤.
(٢) جبل عامل في التاريخ : ٥٣.