كان لها أثرها الاجتماعي في العراق وإيران»(١).
ويصف الشيخ الطهراني العقل السياسي عند المجدّد الشيرازي ، فيقول : «وأمّا عقله ، فقد حيّر السياسيّين من الملوك والسلاطين والوزراء ... وأذعن لعقله وتدبيره أهل العلم بالتدبير ... ويذعن لعقله السلاطين وأهل العلم بالأُمور السياسية»(٢).
لقد اتّسمت مرجعية المجدّد الشيرازي بثلاثة مواقف رئيسية بارزة حملت دلالات دينية سياسية كبيرة الأهمّية ، وهي بإيجاز :
١ ـ رفضه لاستقبال الشاه ناصر الدين :
لقد زار النجف الأشرف ناصر الدين شاه عام (١٢٨٧ هـ ـ ١٨٧٠م) وخرج العلماء لاستقباله ثمّ زاروه في محلِّ إقامته إلاّ المجدّد الشيرازي فلم يخرج لاستقباله ولم يذهب لزيارته ، كما أنّه رفض قبول المبالغ النقدية التي أرسلها له ناصر الدين شاه ، وبعد الإلحاح عليه قبل السيّد أن يلتقي به في الحضرة العلوية ، وتمّ الاجتماع بينهما ولم يطلب السيّد من الشاه شيئاً ، وكان لهذا الموقف تأثير كبير في رفع مكانة السيّد الشيرازي في أوساط العامّة ، كما أصبح هذا النهج هو الطريقة والسنّة المتّبعة عند كبار العلماء والمراجع في استقبال الملوك المسلمين(٣).
__________________
(١) لمحات اجتماعية : ٣/٧٧.
(٢) هدية الرازي : ٣١.
(٣) مع علماء النجف الأشرف : ١١٠.