٢ ـ معالجته للفتنة الطائفية في سامرّاء :
وقد أشرنا إلى ذلك من قبل ، ونضيف هنا أنَّ السيّد المجدّد قد رفض وبشكل قاطع تدخّل القنصل الإنجليزي في بغداد ، والذي أراد أن يستغلّ الموقف لصالح دولته ، فسافر إلى سامرّاء لهذا الغرض ، إلاّ أنَّ الميرزا الشيرازي رفض مقابلته ، وقال كلمته المعروفة : «لا حاجة لدسِّ أنف بريطاني في هذا الأمر الذي لا يعنيها ، لأنّه والحكومة العثمانية على دين واحد وقبلة واحدة وقرآن واحد ...»(١).
٣ ـ فتوى التنباك :
وهي من أهمّ القضايا الساخنة التي تعرَّضت لها مرجعية المجدّد الشيرازي ، حيث تصدّى للاتّفاقية التي عقدها ناصر الدين القاجاري مع شركة بريطانية لاحتكار التبغ الإيراني ، ووقعت على أثر ذلك انتفاضة شعبية في إيران قادها العلماء ، وأرسلوا إلى المرجع الأعلى يستمدّون منه الدعم والتأييد ، فأرسل في البداية رسائل إلى الشاه يطلب فيها منه «الاستجابة للرعية في الغاء الاتفاقيّة ولمّا لم يستجب الشاه أصدر فتواه الشهيرة المعروفة بفتوى التنباك (استعمال التنباك والتتن حرام بأىِّ نحو كان ، ومَن استعمله كَمَن حارب الإمام عجّل الله فرجه) ، فأحدثت هذه الفتوى دويّاً هائلاً ، وهزّت المجتمع الإيراني وكانت النتيجة المباشرة للفتوى ارغام حكومة الشاه على
__________________
(١) مقدّمة كتاب تقريرات المجدّد الشيرازي : ٣٧ عن تاريخ الحركة الإسلامية في العراق : ١٢٧ ، الوقائع الحقيقية : ٤.