إلغاء الاتّفاقية ، كما كان لها نتائجها وآثارها في المدن العراقية».
يقول أحد الباحثين في الحركات الإسلامية : «... مثّلت الفتوى التي أصدرها الشيرازي إحدى أهمّ المواقف والنشاطات الفكرية والسياسية للعلماء المسلمين الشيعة في العراق في أواخر القرن التاسع عشر ، وشكّلت مظهراً رئيسيّاً من مظاهر الاتّجاه الثقافي الفكري السياسي الإسلامي الذي مهّد لقيام الحركة الإسلامية في العراق أوائل القرن العشرين»(١).
لقد كان السيّد الشيرازي ـ وبحقّ ـ من العلماء الأفذاذ الذين حفظوا حوزة الدين ، وأعزّ الله به الإسلام والمسلمين ، وإن كان لكلّ قرن من القرون مجدّداً «وكان كهف الإسلام ومحيي شريعة سيّد الأنام ...»(٢).
كما أنّ مرجعية خلفه الميرزا محمّد تقي الشيرازي قد شهدت حراكاً سياسيّاً جهادياً كان له صدىً واسعاً ، فهو زعيم الثورة العراقية الكبرى ، وصاحب الفتوى الشهيرة في الوقوف أمام المشروع الاستعماري ، «وعندما أراد الإنجليز أن يحمل العراقيّين النبلاء مكرهين على انتخاب المندوب السامي (السر برسي كوكس) ممثّلهم في العراق أن يكون رئيساً لحكومة العراق الجديدة ، وعلم الميرزا الشيرازي ... فأفتى بما نصّه : «ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على
__________________
(١) تاريخ الحركة الإسلامية في العراق : ١٣٠ ـ ١٣١ ، وللتوسّع انظر : مقدّمة السيّد محمّد بحر العلوم على تقريرات السيّد المجدّد الشيرازي.
(٢) الطبقات ، نقباء البشر : ١/٤٤٠.