تشيّعه دلالة صريحة أو ما يقرب منها ، والتعمية على مذهبه بعيدة عن ساحة الموضوعين ، ولو قُرئ مجموع ما طبع ربّما زادت الدلالات على ما ذكرنا.
مآخذ أو محاسن؟
إنّ الباحث قال في المطلب العاشر : المآخذ على كتاب المصابيح ، وما آخذه به ، قال : «إيراده لبعض أقوال المعتزلة دون تعليق عليها ، ومن ذلك قوله في معنى الاستواء : على عدّة وجوه منها العلوّ بالقهر ، ومنه قوله في سورة الأعراف ، وقد يكون الاستواء بمعنى الاستيلاء ، وهو هاهنا متّجه»(١).
أشار إلى قوله سبحانه : (إِنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ والأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَات بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ)(٢).
والباحث بما أنّه نشأ في بيئة المحدّثين بالأخصّ قسم الحنابلة فهؤلاء يريدون أن يحملوا الصفات الخبرية على الله سبحانه بنفس معانيها غاية الأمر يفرّون عن التجسيم بقولهم : بلا كيف؟ أو الاستواء اللائق.
والوزير المغربي لمّا كان من الشيعة الإمامية وهم أهل التنزيه تبعاً للإمام عليّ عليهالسلام والأئمّة المعصومين عليهمالسلام ذهبوا إلى أنّ الإستواء على العرش كناية عن الاستعلاء عليه لغاية تدبير العالم بقرينة ما جاء في الآية من الأُمور المربوطة
__________________
(١) المصابيح (المقدّمة) : ٨٨.
(٢) الأعراف : ٥٤.