جواب السيّد شرف الدين على نقد الأستاذ أحمد أمين
حول كتابه (أبو هريرة) (١)
قرأت في العدد ٤٢٧ من ثقافتكم العالية نقدكم الدقيق لكتابي (أبو هريرة) فرأيتك الناقد البصير ولا غرو فيمن كان ثاقب الرويّة أن يكون الجهبذ. وقد نبّهتموني إلى أمرين :
١ ـ أنّي لم أدقّق ـ كثيراً ـ فيما أضع على أبي هريرة من حديث وما رواه أبو هريرة نفسه الخ ...
وقد تعلمون أنّي غير مسؤول عن ذلك بعد أن حصرت محاكماته في أحاديثه الثابتة عنه بحكم الصحاح المجمع على صحّتها ، يشهد بهذا من ألمّ بالكتاب ولا سيّما الفصل ١١ والفصل ١٢.
على أنّي لم أرَ فَرقاً بين ما وضع عليه وما رواه هو نفسه وإذاً فالإكثار من التدقيق هنا ممّا لا فائدة فيه سوى تضييع الوقت.
٢ ـ رغبتم إلينا في أن يكون هذا المبدأ (أعني تحكيم العقل الصرففي الأحاديث) عاماً شاملا لا يطبّق على سنيّ دون شيعيّ إذ لا يوزن الحقّ بميزانَين.
وهذا من الحقّ الذي لا يسع المؤمن (إذ يتقرّب إلى الله بعلمه وعمله) مخالفته أبداً ولكنّه خارج عمّا أنتم الآن بصدده من نقد الكتاب نفسه.
وانتقدتم الشيعة هنا بما هو غير خاصّ بهم ؛ فالواجب عليهم وعلى
__________________
(١) الثقافة ، ٩ جمادى الأولى (١٣٦٦ هـ) العدد ٤٣١.