من كانَ ظَلُوماً جَهُولا.
وقد حاول الحاكم صرف الباطل عن أبي هريرة ـ كما جاء في كلمة الأستاذ ـ لكنّه لم يفلح.
نقل الأستاذ أنّ كلاًّ من الإمام السيوطي والشيخ الخولي وصاحب المنار والشيخ الجزائري طعنوا في بعض أحاديث المستدرك ونحن نقول : إنّهم طعنوا في البعض من حديثه ، لكنّهم لم يذكروا هذا الحديث بسوء ولو كان ضعيفاً لنبّهوا إلى ضعفه ولو كان من الأحاديث الموضوعة لنظمه السُيوطيّ وغيره في سلك الموضوعات ، ما علمْنا أحداً من أئمّة الحديث فعل ذلك.
أمّا ما نقله الأستاذ عن الفاضل الجمجموني ـ من انقطاع الحديث لأنّ المطّلب بن عبدالله لا يعرف له سماع عن أبي هريرة ـ ففيه نظر وقد قيل : إنّ الذي لم يدرك أبا هريرة إنّما هو المطّلب بن عبد الله بن حنطب ، وراوي الحديث إنّما هو المطّلب بن عبد الله بن حنطب فهما ـ على الأصحّ ـ اثنان يروي الأوّل منهما عن أنس وجابر وابن عمر وعائشه وأبي هريرة وروى عنه الأوزاعي وعمرو بن أبي عمر وقد وثّقه أبو زرعة والدارقطني وحديثه ثابت في السنن الأربعة وغيرها.
وهب أنّا صرفنا النظر عن هذا الحديث ولوازمه الباطلة فما رأي الأستاذ وسائر المنصفين فيما يلزم أبا هريرة من أحاديثه الثابتة عنه في الصحيحينِ؟ وحسبهم منها ما اشتمل عليه كتابنا (أبو هريرة) في جميع