والأصغر ، والذي قتل في الليلة العاشرة هو الأصغر ، فإنّه سبق إلى طلب الماء فنال سعادة الشهادة في تلك الليلة.
ويدلّ على ذلك جملة من عبارات المؤرّخين من العامّة حيث عبّروا عن أبي الفضل بالعبّاس الأكبر ، كسبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الأئمّة(١) ، والشبلنجي في نور الأبصار(٢) ، والشيخ أحمد شهاب الدّين الشّافعي في وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل(٣) ، وهذا الشيخ من أكابر الشّافعيّة ، ترجم له السيّد علي خان المدني في سلافة العصر(٤) ، وعدّه من مشايخ العلماء وأدباء مكّة ، وقد فرغ من تصنيف الكتاب المذكور سنة (١٠٢٢ هـ) ، وعدّه السيّد حامد حسين الهندي في عبقات الأنوار من أجود التّآليف(٥).
وممّا ذكرنا يظهر ضعف قول من وصف أبا الفضل بأنّه : «كان شابّاً أمرد بين عينيه أثر السجود» كما في كتاب الدّمعة الساكبة(٦) ؛ مع أنّك قد عرفت تصريح صاحب عمدة الطالب وغيره بأنّ العبّاس قتل وله من العمر أربع وثلاثون سنة(٧) ، ولا ريب إذاً أنّ هذا الوصف إنّما هو للعبّاس الأصغر لا
__________________
(١) تذكرة الخواصّ : ٥٧.
(٢) نور الأبصار : ١١٤.
(٣) ورد مؤدّاه في أنساب الأشراف : ٢ / ٤١٣ ، وأنساب الطالبيّين : ٢٣٢.
(٤) سلافة العصر : ٢٠٤.
(٥) عبقات الأنوار (طـ حجري) ٣/٣٣٣ ، نفحات الأزهار ٥/٢٤٥ حديث الولاية.
(٦) الدمعة الساكبة ٤/٣٢٢.
(٧) عمدة الطالب : ٣٩٤.