في كتاب الإرشاد إلى أنّ عبيدالله ابن النهشليّة قتل بكربلاء مع أخيه الحسين عليهالسلام ، وهذا خطأ محض بلا مِراء ، لأنّ عبيدالله ابن النهشليّة كان في جيش مصعب بن الزبير ، ومن جملة أصحابه ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة بالمذار ، وقبره هناك ظاهر ، والخبر بذلك متواتر ، وقد ذكره شيخنا أبو جعفر رحمهالله في الحائريّات لمّا سأله السائل عمّا ذكره المفيد في الإرشاد فأجاب بأن عبيدالله ابن النهشليّة قتله أصحاب المختار ابن أبي عبيدة بالمذار ، وقبره هناك معروف عند أهل تلك البلاد»(١) إنتهى ما ذكره ابن إدريس الحلّي رحمهالله.
وهذا القبر ذكره الحموي في معجم البلدان بمادّة (المذار) فقال : «والمذار في ميسان بين واسط والبصرة ، وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيّام ، وبها مشهدٌ عامرٌ ، كبيرٌ ، جليلٌ ، عظيمٌ ، قد أنفق على عمارته الأموال الجليلة ، وعليه الوقوف وتساق إليه النّذور ، وهو قبر عبد الله ابن عليّ بن أبي طالب ، ويقال : إنّ الحريري أبا محمّد القاسم بن علي ـ صاحب المقامات ـ مات بها ، وأهلها كلّهم شيعة غلاةٌ طغامٌ ، أشبه شيء بالأنعام»(٢).
هذه عبارة الحموي المتعصّب ، المشهور بانحرافه عن أهل البيت عليهمالسلام وعداوته للشّيعة محبّي أهل البيت عليهمالسلام ، وقد سمّى صاحب القبر عبدالله بن علي والمشهور في اسمه عبيدالله ، ومثله ما ذكره صفيّ الدين في مراصد
__________________
(١) السرائر ١/٦٥٦.
(٢) معجم البلدان ٥/٨٨.