وصورة خطّها تدلّ على أنّها كتبت بعد الستمائة من الهجرة ، ولا يثبت بمثلها شيء ، ومع مزيد التتبّع والفحص ، لم أجد من أشار إلى هذا القبر من المؤرّخين سوى ابن جبير في رحلته ، وياقوت في معجمه ، وابن عساكر في تاريخ دمشق(١) ، وذلك يدلّ على وجود هذا القبر من زمان قديم واشتهاره.
قال ابن جبير في رحلته التي كانت في أوائل المائة السابعة ـ عند الكلام على دمشق ـ مالفظه : (ومن مشاهد أهل البيت ـ رضي الله عنهم ـ مشهد أمّ كلثوم ابنة عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ ويقال لها : زينب الصغرى وأمّ كلثوم كنية أوقعها عليها النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، لشبهها بابنته أمّ كلثوم ـ رضي الله عنها ـ والله أعلم بذلك ، ومشهدها الكريم بقرية قِبلي البلد ، تعرف براوية على مقدار فرسخ ، وعليه مسجدٌ كبيرٌ ، وخارجه مساكن ، وله أوقاف ، وأهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الستّ أمّ كلثوم ، مشينا إليه وبتنا به ، وتبرّكنا برؤيته فنفعنا الله بذلك»(٢).
وقال ياقوت المتوفّى سنة (٦٢٦ للهجرة) ، في معجم البلدان : (راوية
__________________
(١) وأشار إلى هذا القبر أيضاً ابن بطّوطة في رحلته عند سرده للقبور التي هي حوالي دمشق الشام ، فقال «وبقريه قِبلي البلد ، وعلى فرسخ منها ، مشهد أمّ كلثوم بنت عليّ ابن أبي طالب من فاطمة عليهمالسلام ويقال : إنّ اسمها زينب ، وكنّاها النبيّ(صلى الله عليه وآله) أمّ كلثوم ، لشبهها بخالتها أمّ كلثوم بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليه مسجد كريم ، وحوله مساكن ، وله أوقاف ، ويسمّيه أهل دمشق قبر الست أمّ كلثوم» (منه رحمهالله).
(٢) رحلة ابن جبير : ١٩٦.