بلفظ راوية الماء : قريةٌ من غوطة دمشق بها قبر أمّ كلثوم)(١).
وقال ابن عساكر ، من أهل أوائل المائة الخامسة ، عند ذكر مساجد دمشق : (مسجد راوية مسجد على قبر أمّ كلثوم ، وهي ليست بنت رسول الله ، التي كانت عند عثمان ، لأنّ تلك ماتت في حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ودفنت بالمدينة ، ولا هي أمّ كلثوم بنت عليّ من فاطمة التي تزوّجها عمر بن الخطّاب ، لأنّها ماتت وابنها زيد بن عمر بالمدينة في يوم واحد ودفنا بالبقيع ، وإنّما هي امرأةٌ من أهل البيت سمّيت بهذا الاسم ولا يحفظ نسبها ، ومسجدها هذا بناه رجل قرقوبي من أهل حلب)(٢) قرقوبي : منسوبٌ إلى قرقوب ، في أنساب السمعاني : بلدةً بين واسط وكور الأهواز(٣) ، فابن جبير وإن سمّاها زينب الصغرى وكنّاها أمّ كلثوم ، حاكيا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) كنّاها بذلك إلاّ أنّ الظاهر أنّ ذلك اجتهادٌ منه ، بدليل قوله :
(إنّ أهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الستّ أمّ كلثوم) ، مما دلّ على أنّها مشهورة بأُمّ كلثوم دون زينب ، وقوله ـ أوّلا ـ (الله أعلم بذلك) مشعرٌ بتشكيكه في ذلك ، ويا قوت وابن عساكر ـ كما سمعت ـ لم يصرّحا باسم أبيها ، ولا بأنّها تسمّى زينب ، بل اقتصرا على تسميتها بأمّ كلثوم ، وهو يؤيّد ما قلناه من أنّ قول ابن جبير إنّها زينب الصغرى اجتهادٌ وأنّها مشهورة بأمّ
__________________
(١) معجم البلدان ٣/٢٠.
(٢) تاريخ دمشق ٢/٢٠٤.
(٣) الأنساب للسمعاني ٤/٤٥٧.