كلثوم فقط ، ومن هنا قد يقع الشكّ في أنّها بنت عليٍّ عليهالسلام فضلاً عن أنّ اسمها زينب ، ويظنّ أنّها امرأة من أهل البيت لم يحفظ نسبها ، كما قاله ابن عساكر ، وإن كان ما اعتمد عليه في ذلك غير صواب ؛ لتعدّد من تسمّى بأمّ كلثوم من بنات عليٍّ عليهالسلام وعدم انحصارهنّ في زوجة عمر ، وكيف كان فلو صحّ أنّها زينب الصغرى فهي التي كانت تحت محمّد بن عقيل ، فما الذي جاء بها إلى راوية دمشق ، ولكن ذلك لم يصحّ كما عرفت ، وإن كانت أمّ كلثوم كما هو الظاهر ؛ لدلالة كلام ابن جبير وياقوت وابن عساكر على اشتهارها بذلك ، فليست أمّ كلثوم الكبرى لما مرّ عن ابن عساكر ، فيتعيّن كونها إمّا أمّ كلثوم الوسطى زوجة مسلم بن عقيل ، التي تزوّجها عبدالله بن جعفر بعد قتل زوجها ووفاة أختها زينب الكبرى ، وأمّا أمّ كلثوم الصغرى التي كانت مزوّجة ببعض ولد عقيل ، وحينئذ فمجيء إحداهما إلى الشام ووفاتها في تلك القرية ، وإن كان ممكناً عقلاً لكنّه مستبعد عادةً ، هذا على تقدير صحّة انتساب القبر الذي في راوية إلى أمّ كلثوم بنت عليٍّ عليهالسلام ، لكن قد عرفت أنّه ليس بيدنا ما يصحّح ذلك لو لم يوجد ما ينفيه ، ثم إنّه ليس في كلام من تقدّم نقل كلامهم ، ما يدلّ على أنّ من تسمّى بزينب تكنّى بأمّ كلثوم سوى كلام المفيد رحمهالله»(١).
ثمَّ قال سيّدنا الحجّة المحسن الأمين رحمهالله ، بعد أن ترجم لزينب الكبرى
__________________
(١) أعيان الشيعة ٧/١٣٦ ـ ١٣٧.