مشهد السيّدة أمّ كلثوم ابنة القاسم بن محمّد بن جعفر (رضي الله عنهم) ، ومشهد السيّدة زينب ابنة يحيى بن زين العابدين بن الحسين بن عليٍّ (رضي الله عنهم) ، ومشهد أمّ كلثوم ابنة محمّد بن جعفر الصادق (رضي الله عنهم) ، ومشهد السيّدة أم عبدالله بن القاسم بن محمّد (رضي الله عنهم) ، وهذا ذكر ما حصله العيان من هذه المشاهد العلويّة المكرّمة ، وهي أكثر من ذلك ، وأخبرنا أنّ في جملتها مشهداً مباركاً لمريم ابنة عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنهم) ، وهو مشهور لكنّا لم نعاينه ، وأسماء أصحاب هذه المشاهد المباركة ، إنّما تلقّيناها من التواريخ الثابتة عليها ، مع تواتر الأخبار بصحّة ذلك ، والله أعلم بها ، وعلى كلِّ واحد منها بناء حفيل ، فهي بأسرها روضات بديعة الإتقان ، عجيبة البنيان ، قد وكّل بها قومة ، يسكنون فيها ويحفظونها ، ومنظرها منظر عجيب ، والجرايات متّصلة لقوّامها في كلّ شهر).
فصاحب التحفة جعلها حسنيّة وابن جبير حسينيّة ، وهو غريب ، وهذا المشهد ، مزور معظّم ، مشيّد البناء ، بناؤه في غاية الإتقان ، فسيح الأرجاء ، دخلته وزرته في سفري إلى الحجاز بطريق مصر عام (١٣٤٠ هـ) ، ويعرف بمشهد السيّدة زينب ، وأهل مصر يتوافدون لزيارته زرافات ووحداناً وتلقى فيه الدروس ، وهم يعتقدون أنّ صاحبته زينب بنت عليٍّ بن أبي طالب عليهالسلام ، حتّى أنّي رأيت كتاباً مطبوعاً في مصر لا أتذكّر الآن إسمه ولا إسم مؤلّفه ، وفيه أنّ صاحبة هذا المشهد هي زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ثمّ يسأل أنّها كيف جاءت إلى مصر ولم يذكر ذلك أحد ، ويجيب بأنّه يمكن أن تكون