بضعة عشر نفساً ، أمر أن نسير إلى المدينة فوصلناها في مستهلِّ ... وعلى المدينة عمرو بن سعيد الأشدق ... فجاءه عبدالملك ابن الحارث السّهمي فأخبره بقدومنا ، فأمر أن ينادى بأسواق المدينة : ألا إنّ زين العابدين وبني عمومته وعمّاته قد قدموا إليكم ، فبرزت الرجال والنساء والصبيان صارخات باكيات ، وخرجت نساء بني هاشم حاسرات تنادي واحسيناه واحسيناه ، فأقمنا ثلاثة أيّام بلياليها ونساء بني هاشم وأهل المدينة مجتمعون حولنا»(١).
«حدّثنا زهران بن مالك قال : سمعت عبد الله بن عبدالرحمن العتبي يقول : حدّثني موسى بن سلمة ، عن سهل بن الفضيل ، عن عليِّ بن موسى ، قال : أخبرني قاسم بن عبدالرزّاق وعليّ بن أحمد الباهلي ، قالا : أخبرنا مصعب بن عبدالله قال : كانت زينب بنت عليٍّ ـ وهي بالمدينة ـ تألّب الناس على القيام بأخذ ثأر الحسين عليهالسلام ، فلمّا قام عبدالله بن الزبير بمكّة وحمل الناس على الأخذ بثأر الحسين عليهالسلام وخلع يزيد ، بلغ ذلك أهل المدينة فخطبت فيهم زينب وصارت تؤلّبهم على القيام للأخذ بالثار ، فبلغ ذلك عمرو بن سعيد ، فكتب إلى يزيد يعلمه بالخبر ، فكتب إليه : أن فرّق بينها وبينهم ، فأمر أن ينادي عليها بالخروج من المدينة والإقامة حيث تشاء ، فقالت : قد علم الله ما صار إلينا ، قتل خيرنا وسقنا كما تساق الأنعام ، وحملنا على الأقتاب ، فوالله لا خرجنا وإن أهرقت دماؤنا ، فقالت لها زينب بنت
__________________
(١) الزينبيّات : ١٦.