يقول : حدّثني عبد الملك بن سعيد الأنصاري ، قال : حدّثني وهب بن سعيد الأوسي ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأنصاري (قال) : رأيت زينب بنت عليٍّ بمصر بعد قدومها بأيّام ، فو الله ما رأيت مثلها ، وجهها كأنّه شقّة قمر»(١).
«وبالسند المرفوع إلى رقيّة بنت عقبة بن نافع الفهري ، قالت : كنت فيمن استقبل زينب بنت علي لمّا قدمت مصر بعد المصيبة ، فتقدّم إليها مسلمة بن مخلّد وعبدالله بن الحارث وأبو عميرة المزني ، فعزّاها مسلمة وبكى ، وبكت ، وبكى الحاضرون ، وقالت : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ، ثمّ احتملها إلى داره بالحمراء ، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً ، وتوفّيت وشهدت جنازتها ، وصلّى عليها مسلمة بن مخلّد في جمع بالجامع ، ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء بمخدعها من الدار بوصيّتها»(٢).
«حدّثني إسماعيل بن محمّد البصري ـ عابد مصر ونزيلها ـ قال حدّثني حمزة المكفوف ، قال : أخبرني الشريف أبو عبدالله ، قال : سمعت هند بنت أبي رافع ابن عبيدالله بن(٣) رقية بنت عقبة بن نافع الفهري تقول : توفّيت زينب بنت عليٍّ عشيّة يوم الأحد ، لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة (٦٢ من الهجرة) ، وشهدت جنازتها ، ودفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدّة
__________________
(١) الزينبيّات : ١٨.
(٢) الزينبيّات : ١٨.
(٣) في النسخة المطبوعة بن رقية ولعلّ الصحيح (أنّ رقية) فلاحظ. (منه رحمهالله).