سكناها على العادة في ذلك(١) ، ثمّ بعد وفاتها رجع من كان معها من أقاربها إلى المدينة ، وفيهم السيّدة سكينة وفاطمة على ما ذكره ابن الأزرق في تاريخه ، فأمّا سكينة فتوفّيت بالمدينة على المشهور ، وفاطمة مكثت بها إلى أن توفّي زوجها الحسن المثنّى سنة (٩٧ هـ) وخلف عليها عبدالله الأصغر بن عمرو بن عثمان بن عفّان ، ويقال : إنّ بعد وفاته قدمت هي وابنتها منه رقية إلى مصر ، فأقامت بها إلى أن توفّيت سنة (١١٠ هـ) ، ودفنت بمحلّ سكناها بمحلّة الحطّابة (تعريف قديم للمنطقة الواقع بها ضريحها الشريف التي تزار به الآن).
وأمّا ولدها محمّد الدّيباج أخو رقيّة المذكورة ، فقتله المنصور وأرسل رأسه إلى خراسان ، وله بها مقام مشهورٌ يزار.
ثمّ بعد مرور عام على وفاتها (أي وفاة زينب) ، وفي نفس اليوم الذي توفيّت فيه ، اجتمع أهل مصر قاطبةً ـ وفيهم الفقهاء والقرّاء وغير ذلك ـ وأقاموا لها موسماً عظيماً برسم الذّكرى على ما جرت به العادة ، ومن ذلك الحين لم ينقطع هذا الموسم إلى وقتنا هذا من يوم وفاتها إلى الآن ، وإلى ما شاء الله ، وهذا الموسم المذكور ، هو المعبّر عنه بالمولد (الزينبي) ، الذي يبتدأ من أوّل شهر رجب من كلّ سنة وينتهي ليلة النصف منه ، وهي ليلة الختام ، وتُحيى هذه الليالي بتلاوة آي القرآن الحكيم والأذكار الشرعيّة ،
__________________
(١) وهذا هو الذي نختاره لا ما قيل من أنّها توفيت بالشام ودفنت بالراوية ، فلاحظ. (منه رحمهالله).