يذكرون الله فيها ويصلّون على نبيّه (صلى الله عليه وآله) في ليلة الأربعاء ، وبعد وفاته اقتفى أثره من خلفه ، وجرت على ذلك العادة إلى اليوم ، والأصل في موالد الأولياء التي تقام ببلاد مصر عامّة في كلّ عام هي على هذا النمط لمن تحقّق لديه ذلك ، ويتوهّم بعض الناس أنّها ذكرى مولد ذلك الولي وهي بالتحقيق ذكريات وفاتهم كما هو الجاري في المولد الأحمدي الكبير وغيره ، وقد لا يجوّز بعض العلماء إقامة هذه الموالد ، نعم هي ليست جائزة اذا كانت غير موافقة لآداب الشريعة الغرّاء كاجتماع الرجال بالنساء والصياح والهرج والمرج فذلك كلّه باطل ومفسدة بالدين ، والدين بريء ممّن يفعل ذلك ، وواجب العلماء وولاة الأمور أن يزجروا من يتلبّس بهذه الأفعال الشنيعة ، ومولد صاحبة الترجمة (أي زينب) ـ رضي الله عنها ـ ليس فيه إلاّ الكمال الكامل ، وكذلك موالد من ينتمي إليها بالقرابة رضي الله عن جميعهم»(١).
ثمّ إنّ الأستاذ حسن محمّد قاسم المصري ـ بعد أن ذكر ما تقدّم ـ قال : «هذه الشذرة التي تضمّنت أخبار السيّدة زينب ـ رضي الله عنها ـ استطلعناها من مصادر موثّقة ، فإذا علمت ذلك فاعلم أنّه لا خلاف في أنّ هذا المشهد
__________________
أبناء السيّد عزّ الدين أبي المجد عبدالعزيز القرشي ابن السيّد قريش ، ينتهي نسبهم إلى جعفر ابن الإمام عليّ الهادي عليهالسلام ، توفّي السيّد إبراهيم بدسوق سنة (٦٧٦هـ) ، وتوفّي أخوه السيّد أبو عمران موسى بالإسكندرية في ذي الحجّة سنة (٧٠٣ هـ) ونقل إلى بدسوق ودفن بها ، وتوفّي السيّد محمّد في أواخر القرن السّابع الهجري ، وتوفّي السيّد عبدالله القرشي قريباً من هذا التاريخ. (منه رحمهالله).
(١) الزينبيّات : ٥٧ ـ ٦١.